قال الكاتب الكبير محمد حسنين هيكل، إن المعترضين على الدستور عددهم كبير،
والانتهاكات شديدة جدا، مضيفا: أنا مُصّر على أن نتائج الاستفتاء
هى غير موافق على الدستور، ونحن أمام دستور بالإكراه وليس بالتوافق.
وأشار هيكل خلال حواره مع الإعلامية لميس الحديدى على قناة سى بى سى،
إلى أن قوائم الناخبين يجب مراجعتها لأن الاستفتاء شهد انتهاكات كبيرة
والقوائم الانتخابية بصورتها الحالية تحتاج إلى تطوير.
وأضاف الكاتب الكبير محمد حسنين هيكل: "يخيفنى أننا أمام سلطة منقسمة
يديرها "الاتحادية" و"المقطم"، وهناك قوى الظل تؤثر على قرارات الرئيس، مشيراً إلى أن
الثلاثة أشهر القادمة حرجة جدا، وهناك عوائق كبيرة أمام التمكين، أن النتيجة التى أتت
بالدكتور محمد مرسى رئيساً للجمهورية، تؤكد شرعيته، إنما نتيجة الاستفتاء
توضح وجود قصور كبير وهذه الأرقام لا تساوى كثيراً إقرار الدستور.
وتابع: "مصر تستورد 8 ملايين طن قمح وليس لديها القدرة على سد احتياجاتها من القمح،
والاقتصاد المصرى يحتاج إلى معجزة، ونحن فى زمن انتهت فيه المعجزات،
إننا أمام موقف اقتصادى متردٍّ جداً ولا ندرى كيف يمكننا سد احتياجاتنا،
ولا أحد لديه رؤية، ونتمنى أن تظهر كفاءات تدير عجلة البلاد".
واستطرد هيكل: "أن مصر بلد مختلف، وليست تونس، لافتاً: "لسنا معرضين لما تعرض له غيرنا"،
مشيراً إلى أن خطر العنف يوضحه حجم السلاح الموجود من كل حدب وصوب،
واصفاً ذلك بالأمر "المخيف جدا" ولا يمكن التقليل من العنف مع وجود سلاح فى أيدى المواطنين،
أرى أن هذه الفترة التى قد يحدث فيها التمكين والتلوين
ولا نرى حتى هذه اللحظة أحدا لديه فكرة عن حل الأزمات التى تقع فيها الدولة".
وأضاف: "إن التيارات الجهادية جاءت من ليبيا وعدد من الدول المجاورة إلى مصر،
وتدفق خلال الثورة عدد كبير من السلاح داخل البلاد، وتهديد الإعلام باستخدام قوائم تنتسب للدين
خطأ كبير، والتيار الدينى الذى استبعد عن السلطة لفترة كبيرة جعلهم مشتاقون للسلطة،
ولابد من حماية الإعلام كحائط صد أمام السيل الجارف، والإعلام العنصر الرئيسى
لعمل التوازن فى مصر، والإعلام المعركة التى لابد أن تخاض".
وأوضح هيكل أن الرئيس السادات أبدى استغرابه من استخدام العنف فى السبعينات،
واتضح أن سبب ذلك تجهيز الشباب للحرب، قائلا: "إن العنف فى الطبيعة المصرية ليس موجودا،
وهناك فترات تجبر فيها الشعوب على القوة وتحمل العنف، والتنظيم السرى للإخوان المسلمين
كان مصدرا أساسيا للعنف، وبعد اغتيال النقراشى باشا تبرأ حسن البنا منهم".
وأشار هيكل إلى أن سيناء لها أهمية كبيرة من حيث الموقع الجغرافى، وهو الموقع الذى من الممكن
أن تتلاشى منه مكانة مصر، مضيفا: "وإذا حدث تهديد للبحر الأحمر لعدم الاستقرار
ووصل أحد لخليج السويس وقناة السويس لانتهت مصر تماما،
وهذا الموقع أضيف له أهمية كبرى بعد قناة السويس وأصبحا الاثنان ككيان واحد".
وتابع: "أرى مخططات لانسلاخ سيناء منا، فقناة السويس إذا ضاعت منا هى
أو سيناء ستنتهى مصر، وإذا انسلخت سيناء منا سنبقى مجرد دولة فى أفريقيا".
وقال: "إن سيناء مهددة منذ القدم وهو الموقع الأكثر تهديدا بطبيعته، والأصل فى مشكلة الجلاء،
ولولا التفكير فى استخدام الصواريخ فالعبور إلى سيناء كانت غاية فى التعقيد، وكل الراغبين
فى إفشال مصر يفكرون فى وضع عراقيل أمام سيناء"، مضيفا: "نحن أمام الجزء الأهم فى
الدفاع عن مصر والمتمثل فى سيناء"، مشيرا إلى أن محمد على لم يفكر كثيرا فى سيناء،
وكرومر فكر فى مصالح مصر، وأدى خدمة جليلة لمصر بترسيم حدود سيناء".
وأضاف: "إن الدفاع عن سيناء غاية فى الصعوبة، ولا يوجد دولة فى البلد اختلف على
مفهوم الأمن القومى مثل الاختلاف الذى حدث فى مصر، الأمن القومى تحدده الجغرافيا والتاريخ،
والزراعة هى التى مكنت مصر من إنشاء إدارة لتبدأ الهجرة إلى مصر،
فنحن لدينا قدرات يمكن أن تستنهض فى أى وقت".
[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذه الصورة]