عبد الجليل الشرنوبى يكتب: الإخوان سيواجهون المصريين حتى آخر قطرة دم
22/12/2012
[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذه الصورة] الشاطر يرى أن ما بعد الدستور معركة الحسم التى قد تصل إلى قتال الشوارع.. تمامًا كما حدث فى غزة عام 2006 لم تكن صدفة أو من باب أكل العيش أن تجد المحامى محمود جابر زوج بنت المهندس مدحت الحداد مسؤول الإخوان بالإسكندرية هو من يترافع عن المتهمين بحيازة أسلحة فى محيط مسجد القائد إبراهيم فى أثناء اشتباكات الجمعة 14 ديسمبر الماضى، فالقضية على غير ما يبدو للبعض ليست بالنسبة إلى الجماعة مجرد شراكة سياسية بينها وبين أنصارها من قوى الإسلام السياسى الأخرى، بل هى معركة استحواذ يجب أن لا تفرَّغ أبدا من بعدها الدينى الذى يعطى للجماعة الحق فى أن تستخدم كل وسيلة لاستعادة «مجد الدعوة» و«دولة الخلافة»، ولا توجد وسيلة تسويق لهذه الأفكار أقل تكلفة وأكثر حشدا من المساجد.إنه نفس المنطق الذى دعا الجماعة لأن تتغاضى عن كل تجاوزات تيارات الإسلام السياسى
خلال الفترة الماضية، ودعاها أيضا إلى أن لا تعترض على مليونية «الدفاع عن العلماء والمساجد»
أمام مسجد القائد إبراهيم لأنه يجب أن يظل الصراع على الحكم فى مصر مرهونا بقدرة التعبئة
فى الشارع على أساس دينى يستخدم المقدس الدينى فى الوصول
إلى الصندوق ومن بعده الاستحواذ على الحكم.
ولقد لخَّص الشيخ عبد الخالق حسن الشريف مسؤول قسم نشر الدعوة بجماعة الحكم فى مصر (الإخوان المسلمين)
موقف نظام الدكتور محمد مرسى من الدستور الذى تتم اليوم المرحلة الثانية من الاستفتاء عليه بقوله
«نحن أمام دستور ينصر الشريعة ويتضمن تطبيق شرع الله، دستور لأول مرة تجده فى دولة مسلمة ينصر
أهل السنة والجماعة، ويجعل القواعد الفقهية والكلية التى نشأت واستُنبطت
من منهاج أهل السنة والجماعة هى المبادئ التى على أساسها يكون التشريع».
وكانت هذه هى رسالة قواعد الجماعة كلها خلال الأيام الماضية وتحديدا أمس الجمعة
حين أصدرت الجماعة تكليفاتها لخطباء مساجدها ليكون موضوع خطبة الجمعة «نعم للدستور»
مستندة إلى فتوى رئيس قسم الدعوة بها الشيخ الشريف، التى تنص على أن «الحديث عن هذا الدستور بالمساجد
هو من باب الحديث عن الأمور العامة التى تخص الشعب كله والأمة كلها، ومن ثَم فإن بيان حقيقة
هذا الدستور وأهمية الموافقة عليه لا يعد من باب الدعوة لغير الله، بل هو من باب الدعوة إلى الله».
ولكن الأسئلة التى يطرحها هذا الواقع تتجاوز حدود المخاوف من الاقتتال بين أبناء الدين الواحد والوطن الواحد
داخل المساجد لتطرح السؤال الأهم: ما الخطوة التالية
بعد شحن المصلين فى المساجد للتصويت بنعم للدستور؟
وحتى نتمكن من الإجابة عن هذا السؤال يجب أن نتوقف عند تصريحين فى غاية الأهمية، أولهما
للشيخ محمد حسان بما يمثله من مرجعية للتيار السلفى فى مصر قال فيه: «كلها ثلاثة أيام يا أبناء مصر
والتيارات الإسلامية وتنجلى الظلمة.. أعلم يقينا بأن تلك الثلاث ليال ستكون أشد ظلمة عن سابقيها
وقد يتم فيها اعتقاﻻت واستفزازات للإسلاميين، لكن اصبروا فوالله أرى نور الفجر قريبا،
وسوف يمكَّن للإسلام وتحكم شريعة الله وتحرق كل من حاول إشعال الفتنة».
وأما التصريح الثانى فهو للشيخ وجدى غنيم، الصوت الإخوانى الذى يعبِّر عن وجهة النظر المتفق عليها
بين كل الجماعات الإسلامية بكل ألوانها وتسمياتها، حيث إن غنيم لا يمكن اعتباره أحد قيادات
الإخوان فقط، بل هو الوجه الأكثر قبولا لدى كل تيارات الإسلام السياسى بحكم آرائه المتشددة
من ناحية وتاريخه فى السجون والاعتقالات سواء فى مصر أو فى أمريكا من جهة أخرى.
ولقد وجَّه وجدى غنيم رسالته إلى معارضى الرئيس مرسى قائلا: «يلوح فى الأفق منظر حرب أهلية
يكيد لها المجرمين المفسدون فى الأرض من جبهة الخراب المسماة بالوطنى والإعلام المأجور
ورجال الأعمال العملاء، ويقولون إن مصر فى طريقها لاعتداءات على الكنائس وحرق للمقرات
ويروجون لهذه الأفكار الهدامة ولهؤلاء أقول: أنتم تلعبون بالنار، ومن يلعب بالنار ستحرقه، فاحذروا غضب
شعب مصر، فالنار تغلى فى عروقه وقد صبر عليكم كثيرا مثلما صبر على فرعون والفراعنة،
لكن ستأتى لحظة الثورة مثل ثورة 25 يناير التى لم تكتمل لكننا سنكملها، وسوف نبدأ بالمجرمين المفسدين
فى الأرض من إعلاميين ورجال الأعمال المحرضين لهم والممولين لهم الذين يظنون أن بإمكانهم إشعال البلد،
سوف نأتى بهم جميعا وعلى رأسهم جبهة الخراب الوطنى ونعلِّقهم
من أرجلهم فى ميدان التحرير حتى تكتمل الثورة ويشعر الشعب بالتغيير والنجاح».
ويتابع غنيم تصوره لما بعد الاستفتاء قائلا: «لهؤلاء الذين حاصروا القصر بالمظاهرات
وتواطأ معهم الجيش والشرطة رغم أنهم كافرون بالديمقراطية التى أتت بالرئيس وبالإسلاميين
وسوف تمكن لهم بعد مرور الدستور. ولمن يقولون لن نسمح بمروره، من أنت حتى تمنع؟ نحن شعب مسلم
وأنتم تريدون أن تولعوا مصر وسوف تكونون أول من نولع فيه ولن نقول لكم اتقوا الله لأنكم لا تعرفونه،
ولكن اتقوا شرنا وشر ثورتنا القادمة، فسوف تزيلكم جميعا، القضاء المسيّس والداخلية الفاسدة
والجيش المتواطئ وكل أعضاء المؤامرة ورجال الدولة العميقة، وأحب أفكركم، اللى بيلعب بالنار هتحرقه».
حملت تصريحات «حسان-غنيم» رسائل محددة ولم تأتِ من فراغ وتشير بوضوح إلى «دستور التمكين»
الذى تسبقه «مؤامرات» من «جبهة الخراب -الإنقاذ- المصرى»،
ويعقبه «حرق» لكل معارضيه بعد «تعليق» من الأرجل!
ولم تأتِ هذه التصريحات من فراغ ولكنها عقيدة ثابتة ومستقرة عند قيادات التنظيم الحاكم حاليا ترى
أنها هى وجنودها أصحاب الحقيقة المطلقة والرسالة الإسلامية الخالصة، لذا قال المرشد العام للجماعة
الدكتور محمد بديع فى رسالته الأخيرة، الخميس 20 ديسمبر، واصفا نظام الإخوان: «يعرف حق الوطن،
ويقدم مصلحة الوطن على مصالحه الشخصية.. ويضحى بكل شىء فى سبيل رفعة الوطن وإعزازه،
فيسهر لينام غيره مطمئنا، ويعمل ويكدح ليسعد غيره، بل يقدم حياته ليحيا وطنه»
وبالتأكيد حاكم بهذه المواصفات لا يجوز مخالفته ولا الخروج عليه ومعارضته.
وأكدت رسالة مرشد جماعة الرئيس أن ما يحدث اليوم فى مصر من استفتاء هو نبوءة مؤسس الجماعة القديمة
حين قال فى رسالته «لقد كانت قيادة الدنيا فى وقت ما شرقية بحتة،
ثم صارت بعد ظهور اليونان والرومان غربية، ثم نقلتها النبوات الموسوية والعيسوية والمحمدية
إلى الشرق مرة ثانية، ثم غفا الشرق غفوته الكبرى، ونهض الغرب نهضته الحديثة، فكانت سُنَّة الله عز وجل
التى لا تتخلف، وورث الغرب القيادة العالمية، وها هو ذا الغرب يظلم ويجور ويطغى ويحار ويتخبط،
فلم تبقَ إلا أن تمتد يد (شرقية) قويّة، يُظَلِّلها لواء الله سبحانه، وتخفق على رأسها راية القرآن، ويمدّها جند الإيمان
القوى المتين، فإذا بالدنيا مسلمة هانئة، وإذا بالعوالم كلها هاتفة:
(الْحَمْدُ للهِ الَّذِى هَدَانَا لِهَذَا وَمَا كُنَّا لِنَهْتَدِىَ لَوْلا أَنْ هَدَانَا الله)».
[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذه الصورة]